مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
خطاب الزعيم في برج البراجنة [29
 
 
 
الـجيل الـجديد، بيروت،العدد 44، 31/5/1949
 

(من دائرة النشر

من بضعة أيام ألقى بن غوريون، رئيس وزارة دولة إسرائيل، خطاباً في حفلة أقيمت لـخريجي مدرسة الضباط العسكرية اليهودية مليئاً بالتبجح والتحدي للأمة السورية. والقسم الأول من الـخطاب ليس سوى تقليد بائخٍ لـخطاب الزعيم الرسمي الأول في أول حزيران سنة 1935، فكما أعلن سعاده في خطابه الـمذكور «إننا قد حررنا أنفسنا في الـحزب السوري القومي الاجتماعي من السيادة الأجنبية والعوامل الـخارجية، ولكن بقي علينا أن ننقذ أمتنا بأسرها وأن نحرر وطننا بكامله» (أنظر ج 2 ص 5) كذلك أعلن بن غوريون «لـمّا نصل إلى غايتنا... فنحن لم نحرر حتى الآن غير قسم واحد من بلادنا تـحريراً كاملاً، أما الأقسام الباقية فسيكون مصيرها مصير القسم الذي تسيطر عليه قواتنا»! وينتهي بن غوريون في خطابه إلى القول إنّ اليهود تفوقوا على القـوات السـوريـة «بالقوة والـخلـق والعقـل» ويستطـرد: «سنجعـل الـحـرب حرفة يهودية إلى أن يتم تـحرير بلادنا بأجمعها وسنقاتل ما لاح لنا خطر يحول دون تـحرير تلك البـلاد، بـلاد الآبـاء والأجـداد. ستتحقق رؤيا أنبياء إسرائيل، فالشعب اليهودي بأسره سيعود إلى الاستيطان في أراضي الآباء والأجداد الـممتدة من الفرات حتى النيل»!


إنّ الوقـاحـة صفـة واضحـة في كـل التاريـخ والقصص والـخـرافـات اليهودية، وكذلك الاحتيال والسرقة. فاليهود سرقوا حكاية الطوفان وفكرة الله التي زعموا باطلاً أنهم هم مبتكـروهـا وانتحلـوا جميـع القصص السـوريـة الهامّة في التوراة فمسخوها ونسبوها إليهم، والآن يريدون أن يسرقوا أرضنا ويزعموا أنها أرضهم!


وواضح أنّ في تصريحات بن غوريون الوقحة تـحدياً للأمة السورية كلها ومَن غير سعاده يقدر أن يعطي جواب الأمة السورية على تـحدي الدولة اليهودية. وقد أعطـى الزعيـم هذا الـجـواب في خطابـه أول أمس في حفلـة منفذيـة السيدات القوميات الاجتماعيات في برج البراجنة فكان جواباً عظيماً صريحاً، قال الزعيم:)

 

خطاب الزعيم في برج البراجنة
أيها القوميون الاجتماعيون،


ذكّرني وذكّركم الرفيق حايك، في كلمته عن كيفية انتمائه إلى الـحزب القومي الاجتماعي، أمراً لم أكن أنساه وأعتقد أنكم أنتم أيضاً لم تنسوه ولن تنسوه. هذا الأمر هو ما أعلنته في رسالة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، إذ قلت إنّ مقررات منظمة الأمـم الـمتحدة لا يـمكن أن تقرِّر مصير الأمة السورية، وإنها في كل ما يعني مصير الأمة السورية باطلة لا تـحمل إلا الظلم والعدوان على الأمة السورية وحقها في الـحياة (أنظر ج 7 ص 366).


منذ ذلك اليوم والتاريخ يدور. وفي دوران التاريخ مرّت أحداث غيّرت أوضاعاً كثيرة على هذا الـمسطح الذي يعرف بسورية الطبيعية. فقد نشأت في الـجنوب الغربي دولة جديدة هي الدولة اليهودية، ومع أنّ الدولة الـجديدة قائمة بالفعل ومع أني كنت أول من أعلن وجوب أخذ وجود تلك الدولة بعين الاعتبار، فإنّ تصريحي في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 لا يزال قائماً لأنه تصريح يربط إرادة أمة حية بأسرها.


إنـنـا قـد أعـلـنّـا بطـلان تـلـك الـمـقــررات ليـس فـقـط من الـوجـهـة الـحقـوقية الإنترناسيونية، القانونية بل من وجهة مبدأ القوة الذي يؤمن حق أمة في الـحياة.
تقـوم اليـوم في الـجنـوب دولـة جديـدة غريبـة كنت أترقب قيامها وأعلنت أنها ستقوم قبل أن تعلن هي عن نفسها، لأني كنت أرى التخاذل السوري سيوجدها حتماً. ولكني كما أعلنت قيام تلك الدولة أعلن اليوم محق تلك الدولة عينها.


إني أعلن محق تلك الدولة الغريبة ليس بقفزة خيالية وهمية، بل بـما يعدّه الـحزب القومي الاجتماعي من بناء عقدي وحربي يجعل من سورية قوة حربية عظيمة تعرف أنّ انتصار الـمصالح في صراع الـحياة يقرر بالقوة بعد أن يقرر بالـحق.
وهـذه الـدولـة الـجديـدة نشأت في الـجنوب بفضل تفسخ مجتمعنا النفسي، وبفضل الـمنـازعـة بيـن حكومـاتنا السـوريـة وانقسامنا بعضنا على بعض، بفضل هذه الأمـور أكثـر كثيـراً مـما هو بفضل الـمهـارة اليهوديـة الزائـفة التي يقف أحد أبطالها اليوم يدَّعي أنها هي، ونحن نعرف ما هي وما هو هزالها، التي أنشأت الدولة اليهودية.

 

إنّ الدولة اليهودية لم تنشأ بفضل الـمهارة اليهودية ولا بشيء من الـخلق والعقل اليهوديين، إذ لا توجد لليهود قوة خلاّقة. بل بفضل التفسخ الروحي الذي اجتاح الأمة السورية، ومزق قواها وبعثر حماسها وضربها بعضها ببعض، وأوجدها في حالة عجز تـجاه الأخطار والـمطامع الأجنبية.


تلك الدولة الـجديدة تقف اليوم متحدية، يعلن أحد أقطابها أنها تستعد حربياً لتملك بقية أرض يحدّدها ما بين الفرات والنيل. نحن في الـحزب القومي الاجتماعي كنا نعلم مدى مطامع الـخيالات اليهودية الوقحة. وقد حذّرنا من هذه الـخيالات العناصر والفئات التي كانت تـملك في سياسة الوطن أكثر مـما نـملك نحن، هذا الـحزب الـجديد الناشىء الفتي. أخبرنا تلك الفئات، ونحن موقنون بأنهم لن يأخذوا تـحذيرنا بـما يستحق من الاعتبار. لكننا حذّرنا كي لا يقال إننا لم نحذّر ولم ننبّه. إنّ تلك الفئات لم تكن مؤهلة لقيادة شيء من الـمصير القومي. إنها لم تكن تـمثّل إرادة قومية. إنها لا تـمثّل اليوم إرادة قومية. إنها لا تـمثّل إلا خصوصياتها الـحقيرة التي لم ينتصر اليهود في شبر من الأراضي السورية إلا بفضلها هي.


إنّ اليهود قد انتصروا في الـجنـوب على يهودنـا نحن، ولم ينتصروا على حقيقة الأمة السورية ولن ينتصروا على حقيقة الأمة السورية (تصفيق وهتاف شديدان).
إنّ محـق الدولـة الـجديـدة الـمصطنعـة هو عمليـة نعرف جيداً مداها. إنها عملية صراع طويـل شـاق عنيف يتطلب كل ذرّة من ذرّات قوانـا، لأنّ وراء الدولة اليهودية الـجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل الـمال وتـمد الدولة الـجديدة بالأساطيل والأسلحة لتثبيت وجودها.


فالأمـر ليـس فقط مع تـلـك الدولـة الـجديدة الـمصطنعة.إنه مع الدولة الـجديدة ومع دول عظمى وراء الدولة الـجديدة! إنه صراع طويل وشاق. ونحن نعرف جيداً أنه كذلك ونسير بهذه الـمعرفة واثقيـن مطمئنيـن وهذا الاطمئنان نفسه يعني أنّ النصر في الأخير شيء أكيد لا مفر لنا منه (تصفيق وهتاف).


عندما ابتدأت معارك العقلية السقيمة ضد قيام الدولة اليهودية في الـجنوب، أرسلت منفذية الـحزب القومي الاجتماعي في حيفا إلى الـمركز تطلب جواباً يعيّن موقف الـحزب من الاتـجاه الـحربي القائم، فكان جواب الـمركز أنّ الـحزب السوري القومي الاجتماعي لا يثق بالقيادات التي تسيّر القوات السورية إلى الـحرب، ولا يثق بالقضـايـا التي تسـير فيها تلك القوات، والـحزب يعرف أنّ الصفوف الأمامية التي تسيّرها تلك القيادات العاجزة والقضايا الـمائتة ستنهار لأنها صفوف غير مؤسسة في حقيقة قضية صحيحة.


إنّ حقيقـة قضيـة فلسطيـن هي في عقيـدة أمـة حيـة وإرادة قوميـة فاعلـة تريد الانتصار! إننا كنا نعـلـم عـلـم اليقيـن أنّ الصفـوف الأمـاميـة الـمقسمة، غير الـجديرة بالانتصار، السائرة إلى الـمجابهة بلا قضية واحدة ولا إيـمان واحد ستنكسر وتخذل في الـمعركة، ولذلك كان جوابنا لـمنفذية حيفا أننا سنستمر في مهمتنا الرئيسية تـجاه هذا الـخطر وهي: بناء الصفوف الـخلفية التالية التي ستتقدم إلى مجابهة العدو بنظامها الـمتين وعقيدتها القومية الاجتماعية الصحيحة النظامية، بعد أن تسقط الأمامية.
والنهضة القومية الاجتماعية تتقدم اليوم في صفوف جديرة بالانتصار، لأنّ في صفوفنا إرادة أمة حية لا أمـم في طوائف ودول، في حكومات قزمية غير جديرة بالاضطلاع بـمسؤولية تقرير الـمصير القومي.


نحـن مستـمـرون اليـوم في خطتنـا. إنّ الـدولـة اليهـوديـة تخرّج اليوم ضباطاً عسكرييـن، وإنّ الدولة السورية القومية الاجتماعية التي أعلنتها سنة 1935 تخرّج هي أيضاً بدورها ضباطاً عسكرييـن! ومتى ابتدأت جيوش الدولة الـجديدة الغريبة تتحرك بغية تـحقيـق مطامعهـا الأثيمـة والاستيـلاء على بقيـة أرض الآبـاء والأجـداد، ابتدأت جيوشنـا تتحـرك لتطهيـر أرض الآبـاء والأجـداد وميراث الأبنـاء والأحفاد من نـجاسـة تلك الدولة الغريبة!


هذا ليـس آخـر جـواب نعطيه. لأنّ الـجـواب الأخـير سيكـون في ساحـة الـحرب متى قررت القيادة القومية إعلان الـحرب!

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro